الضباب Fog عبارة عن قطرات مائية مرئية دقيقة عالقة بالهواء، وهي تعتبر سحباً منخفضة فوق سطح الأرض مباشرة. والضباب يتكون بتكثف بخار الماء العالق في الجو عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أو دون درجة الندى أو التشبع (أي درجة الحرارة التي يتكثف عندها بخار الماء). ويحدث الضباب في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي بارتفاع يصل أحياناً إلى 1000م. وغالباً يتزامن حدوثه في المنطقة الوسطى من المملكة في ساعات الصباح الأولى في فصل الشتاء. والضباب عندما يكون كثيفاً يعتبر أحد أخطر الظواهر المناخية على وسائل النقل المختلفة حيث ينخفض مدى الرؤية إلى مستويات متدنية تصل أحياناً إلى عدة أمتار مما يعيق الحركة وربما تكثر الحوادث جراء هذه الظاهرة.
أسباب تشكل الضباب
في منطقة جافة كوسط نجد - على سبيل المثال - والتي تتميز بشدة جفافها وندرة أمطارها وارتفاع درجة الحرار فيها، فإن ظاهرة الضباب نادرة الحدوث قد لا يتجاوز تكرارها 15يوماً في السنة. والضباب في المناطق تلك يحدث في فصل الشتاء حيث يتوفر شرطان أساسيان الأول: برودة الجو. الثاني: ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية فوق 90%. ويتعاظم الضباب في الأرياف أكثر وبالقرب من المسطحات المائية كما تظهر هذه الظاهرة في أعقاب أمطار غزيرة يعقبها انخفاض في درجة الحرارة إلى مستوى نقطة الندى أو التكاثف. أما المناطق الساحلية فيتشكل الضباب في أي وقت من السنة خاصة في ساعات الصباح الأولى، وذلك لتشبع الهواء ببخار الماء وارتفاع نسبة الرطوبة لمعدلات يعجز الهواء عن حملها فتتكثف على صورة ضباب.
ونوع الضباب الذي شوهد في كثير من مدن وقرى وسط المملكة عقب الأمطار الغزيرة التي هطلت هذه الأيام يدعى ابالضباب الإشعاعي Readiation fog والذي يتشكل في فترة آخر الليل وأول النهار، ويرجع سبب ذلك إلى عدة عوامل منها أولاً: ارتفاع نسبة الرطوبة بعد نزول الأمطار الغزيرة. ثانياً: الرياح ساكنة. ثالثاً: خلو السماء من السحب التي تحبس الحرارة مما يسرع في تبريد سطح الأرض عبر الإشعاع الأرضي فعندئذ يبرد الهواء السفلي فيتكثف بخار الماء في الهواء مشكلاً ضباباً مرئياً. والضباب الإشعاعي يبقى حبيس المنطقة الدنيا من الغلاف الجوي بسبب طبقة الهواء التي تعلوه وهي أدفأ من طبقة الهواء الحاملة للضباب (وهذا ما يسمى بالانقلاب الحراري وهو ارتفاع درجة الحرارة بالارتفاع بدل أن تنخفض) وعندما تشرق الشمس وترتفع حرارة سطح الأرض ومن ثم الهواء الملاصق لها يبدأ الضباب بالتلاشي بشكل تدريجي وسريع.
ضباب الوادي Valley fog وسبب تشكل هذا النوع من الضباب أن الهواء البارد أثقل من الهواء الدافئ لذا فإنه يهبط إلى المنخفضات كالأودية - على سبيل المثال - فتتشكل ظاهرة ضباب الوادي بصورة أكثر من الأراضي المنبسطة سيما إذا كان الوادي تملؤه المزارع أو فيه نهر جار حيث ترتفع الرطوبة.
والظواهر الجوية المائية التي تصاحب الأجواء التي نعيشها حالياً كثيرة ومنها ظاهرة الندى Dew أو التكاثف السطحي حيث يتكون عندما يتكثف بخار الماء العالق بالهواء الملامس مباشرة لسطح الأرض أو أوراق النباتات أو السيارات ونحوها ويرجع ذلك لتبرد تلك الأجسام ليلاً ومن ثم تفقد حرارتها عبر ظاهرة الإشعاع إلى ما دون نقطة ندى الهواء الملاصق لهذه الأسطح فينتج عنه تكثف بخار الماء على الأسطح مباشرة عبر قطرات الندى المشاهدة وهذه الظاهرة وسيلة لري النباتات بشكل طبيعي كما هي مصدر لشرب بعض الطيور والحيوانات، وتتبخر هذه القطرات مع شروق الشمس. وعندما تنخفض درجة الحرارة إلى مستويات متدنية ظاهرة أخرى وهي الصقيع وهو تحول بخار الماء في الهواء إلى جليد بلوري فوق الأسطح. والصقيع يشكل خطورة لبعض المحاصيل الزراعية والتي ربما تموت أو تتضرر إذا وصلت درجة الحرارة إلى ما دون الحد الأدنى لتحمل المحصول، لذا نجد بعض المزارعين يعمدون إلى إشعال النار ونشر الدخان لرفع درجة الحرارة ومنع حدوث الصقيع، ومنهم من يعمد إلى تغطية محاصيله بالبلاستيك وفي بعض المزارع المتطورة نشاهد مراوح ضخمة وسط المحاصيل لتحريك الهواء ومن ثم تفويت عملية تكون الندى والصقيع.